×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجَاشِيَّ

صلوا عليه صلاة الغائب صلاة الجنازة، صفهم النبي صلى الله عليه وسلم صفوا خلفه، وصلى بهم كما يصلي على الجنازة الحاضرة، هذه هي الصلاة على الغائب.

هل هذا خاص بالنجاشي، أو هو عام، فيصلي على الغائب؟

اختلف العلماء في ذلك:

منهم من قال: هذا خاص بالنجاشي، لا يصلي على غيره من الغائبين.

ومنهم من قال: هذا عام، فيصلي على الغائب.

ومنهم من قال: لا يصلى على الغائب.

ومنهم من توسط، فقال: إن كان الغائب له شأن في الإسلام؛ كالعالم الذي له شأن في الإسلام، أو الوالي الذي له شأن في الإسلام من ولاة المسلمين، فهذا يصلى عليه، أما العادي، فتكفي الصلاة عليه في بلده، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ»»، نعى، يعني: أخبر، النعي: هو الإخبار؛ الأجل أن يصلى عليه.

ففيه: دليل على أنه يخبر بموت الميت، يخبر بموته من أجل أن يدعى له، ويصلى عليه، ويشيع، هذا هو النعي، ىعني: الإخبار بموته.

أما النعي الذي هو نعي الجاهلية، والتحسر عليه، والمناداة بالويل والثبور على موته، وتعداد محاسنه، فهذا نىاحة، هذا نعي النياحة، 


الشرح