×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخَرَجَ بِهِمْ إلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ .

وَفِي لَفْظٍ: نَعَى النَّجَاشِيَّ لأَِصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لَهُ»،

 

ولا يجوز، وهو من أمور الجاهلية، فـ «نَعَى النَّجَاشِيَّ»، يعني: أخبر بموته فقط.

«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ»، وهذا من خواصه صلى الله عليه وسلم؛ حيث أطلعه الله على موت النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وبينهما مسافة، ولم يأت أحد من الحبشة، ولم تصل الأخبار؛ لأنه جاءه الخبر من السماء، هذا فيه: فضل النجاشي رحمه الله.

«وَخَرَجَ بِهِمْ إلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ»؛ كما يصلى على الجنازة الحاضرة، كبر عليه أربع تكبيرات، عدد التكبيرات على الجنازة سيأتي -إن شاء الله-.

قوله رحمه الله: «وَفِي لَفْظٍ: «نَعَى النَّجَاشِيَّ لأَِصْحَابِهِ»»، يعني: أخبرهم، ثُمَّ قَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لَهُ»؛ لأنه مسلم، والمسلم يستغفر له إذا مات، وإنما المشرك هو الذي لا يستغفر له، ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ [التوبة: 113]، فإن احتج أحد لاستغفار إبراهيم لأبيه، قال: ﴿لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ [الممتحنة: 4]، مع أن أبا إبراهيم كان كافرًا، واستغفر له، هذا قبل أن يتبين له أنه عدو لله، فلما تبين له أنه عدو لله، تبرأ منه، فلا يحتج أحد بهذا.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1333)، ومسلم رقم (951).