وَقَالَ:
«النَّائِحَةُ إذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
قوله: «أَرْبَعٌ فِي
أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ»، فدل على أن من كان فيه جاهلية لا يكون
كافرًا، فيه خصلة من خصال الجاهلية، لكن لا يكون كافرًا بذلك؛ لأنه قال: «أَرْبَعٌ
فِي أُمَّتِي».
وأيضًا الرسول صلى
الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة لما تنقص واحدًا من الموالي، قال له صلى الله
عليه وسلم: «أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ»
([2])، لما قال له: يا
ابن فلانة، قال: «أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ
جَاهِلِيَّةٌ»، مع أنه صحابي رضي الله عنه، فدل على أن من كان فيه خصلة من
خصال الجاهلية لا يكون كافرًا.
قوله رحمه الله:
«وَقَالَ: «النَّائِحَةُ إذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا»»، قال صلى الله
عليه وسلم: «النَّائِحَةُ»، وهي التي ترفع صوتها عند المصيبة، وتعدد محاسن
الميت، وتتأسف عليه إذا لم تتب قبل موتها، أما لو تابت قبل موتها، تاب الله عليها.
إذا لم تتب، وماتت
وهي تعمل النياحة «تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، يعني: تبعث من قبرها، «وَعَلَيْهَا
سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ»، ليكون ذلك أشد في التهاب
النار عليها - والعياذ بالله - سبب النياحة.
«النَّائِحَةُ إذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ»، «مِنْ قَطِرَانٍ»، يعني: من نحاس.
([1])أخرجه: مسلم رقم (934).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد