وَعَنْ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: «أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي: وَاجَبَلاَهُ وَاكَذَا وَاكَذَا
تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْت شَيْئًا إلاَّ قِيلَ لِي
أَنْتَ كَذَلِكَ؛ فَلَمَّا مَاتَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ» ([1]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ.
وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النبي صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ
الْكَرْبُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْبَ أَبَتَاهُ، فَقَالَ: «لَيْسَ عَلَى
أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ». فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ
رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ يَا أَبَتَاهُ
إلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ: أَطَابَتْ
أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ ([2]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ.
لما قُتِل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه،
واستشهد في غزوة مؤتة، لم تبكِ عليه، اتعظت بما حصل يوم أُغمى عليه؛ لأنه ما قالت
كلمة، إلا يوبخ في حال غشيه.
وهذه فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل على أن مثل هذه الأمور لا يؤاخذ عليها، وهي من باب الرحمة بالميت، ومن باب فقده والتأثر بموته.
([1])أخرجه: البخاري رقم (4267، 4268).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد