عَنْ بُرَيْدَةَ
رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ كُنْتُ
نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَقَدْ أُذِنَ لَمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ
قَبْرِ أُمِّهِ، فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآْخِرَةَ» ([1]). رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «زَوَّارَاتِ» قالوا: هذا يدل على أن المراد: اللاتي يكثرن من
زيارة القبور، لكن جاءت رواية: «لَعَنَ الله زَائِرَاتِ الْقُبُورِ» ([2])، فهذه تفسر «زَوَّارَاتِ»،
وأنه ليس المراد المكثرات من الزيارة؛ بل مجرد الزيارة يلعن عليها النساء.
قوله رحمه الله: «وما
يقال عند دخول»، وما يقال عند دخول القبور؛ يسلم عليهم جميعًا: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ» ([3]) إلى آخره -كما
يأتي-، يسلم عليهم جميعًا، ويستغفر لهم جميعًا.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ»، ىعني: هذا في أول
الأمر، لما كانوا حديثي عهد بالجاهلية، وكان المشركون يزورون القبور لدعاء الأموات
والاستغاثة بهم، نهاهم جميعًا الرجال والنساء، هذا في أول الأمر، فلما استقر
الإسلام، وعرف المسلمون دينهم، أذن للرجال بزيارة القبور دون النساء.
«فَقَدْ أُذِنَ لَمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ، فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآْخِرَةَ»، أُذِنَ لمحمد صلى الله عليه وسلم؛ استأذن ربه أن يزور قبر أمه، وهو في مكان يقال له:
([1])أخرجه: الترمذي رقم (1054).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد