×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: «اسْتَأْذَنْت رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ» ([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .

 

الأبواء، بين مكة والمدينة، على طريق المدينة - الأبواء -، فزار قبر أمه، واستأذن ربه أن يستغفر لها، فمنعه من ذلك، فبكى صلى الله عليه وسلم.

«فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآْخِرَةَ»، هذا الغرض الأول من زيارة القبور: أنها تذكر الزائر بالآخرة، إذا رأى القبور، ورأى الأموات، تذكر الموت، وتذكر أنه سيلحق بهم، ويكون معهم، فيتوب إلى الله، يلين قلبه.

هذا الغرض الأول من زيارة القبور: أنها تذكر الموت، إذا رأيت الموت والقبور، تعلم أنك لاحق بهم عما قريب، فتتوب إلى الله عز وجل، تتذكر الموت.

هذا فيه: ما استثناه المصنف في الترجمة دون النساء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور، فدل: على أن النساء لا تزور القبور، وأن زيارتهن للقبور كبيرة من كبائر الذنوب.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (976).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (1056)، وابن ماجه رقم (1576)، وأحمد رقم (8670).