×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: «أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَقْبَلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ الْمَقَابِرِ فَقُلْت لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْت؟ قَالَتْ: مِنْ قَبْرِ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْت لَهَا: أَلَيْسَ كَانَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ كَانَ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ أَمَرَ بِزِيَارَتِهَا» ([1]). رَوَاهُ الأَْثْرَمُ فِي سُنَنِهِ.

 

وإن قيل: أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الزوَّارات، يعني: كثيرات الزيارة، نقول: جاءت رواية: «لَعَنَ الله زَائِرَاتِ الْقُبُورِ» ([2])، زائرات بدون مبالغة.

يعني: أمر بزيارتها عمومًا؛ «زُورُوا الْقُبُورَ» ([3])، «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا» ([4])، هذا يدخل فيه النساء. لكن جاء في الحديث الثاني: «لَعَنَ الله زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ» ([5])، أو «لَعَنَ الله زَائِرَاتِ الْقُبُورِ» ([6])، هذا يخصص النهي بالرجال، الرجال دون النساء.


الشرح

([1])أخرجه: الحاكم رقم (1392).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3236)، والترمذي رقم (320)، والنسائي رقم (2043)، وأحمد رقم (2030).

([3])أخرجه: مسلم رقم (976).

([4])أخرجه: مسلم رقم (977).

([5])أخرجه: الترمذي رقم (1056)، وابن ماجه رقم (1576)، وأحمد رقم (8670).

([6])أخرجه: أبو داود رقم (3236)، والترمذي رقم (320)، والنسائي رقم (2043)، وأحمد رقم (2030).