باب في تصرفات المريض المالية
حالة الصحة تختلف عن
حالة المرض من حيث نفوذ تصرفات الإنسان في ماله في حدود الشرع والرشد من غير
استدراك عليه، والصدقة في هذه الحالة أفضل من الصدقة في حالة المرض وأعظم أجرًا.
قال الله تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن
قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ
إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ
نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ١١﴾ [المنَافِقون:
10-11].
وفي «الصحيحين»: أن
النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي الصدقة أفضل؟ قال: «أَنْ تَصَدَّقَ
وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلاَ تُمْهِلُ
حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا وَلِفُلاَنٍ كَذَا،
وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ» ([1]).
· والمرض ينقسم إلى قسمين:
أولاً: مرض غير مخوف: أي: لا يخاف منه الموت في العادة، كوجع ضرس وعين وصداع يسير، فهذا القسم من المرض يكون تصرف المريض فيه لازمًا كتصرف الصحيح، وتصح عطيته من جميع ماله، ولو تطور إلى مرض مخوف ومات منه، اعتبارًا بحاله حال العطية؛ لأنه في حال العطية في حكم الصحيح.
([1]) رواه البخاري: في كتاب: (الوصايا) باب: « الصدقة عند الموت » (2597)، ومسلم: في كتاب: (الزكاة) باب: « بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح » (1032).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد