باب في أحكام الخِطْبَة
قال صلى الله عليه
وسلم: «إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ
إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ» رواه أحمد وأبو داود ([1])، وفي حديث آخر: «انْظُرْ
إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» ([2]).
فدل ذلك على الإذن
في النظر إلى ما يظهر من المخطوبة غالبًا، وأن يكون ذلك من غير علمها، ومن غير
خلوة بها.
قال الفقهاء: «ويباح
لمن أراد خطبة امرأة وغلب على ظنه إجابته: نظر ما يظهر غالبًا، بلا خلوة، إن أمن
من الفتنة» انتهى.
وفي حديث جابر: «فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا، حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا وَتَزَوُّجِهَا، فَتَزَوَّجْتُهَا» ([3]) فدل ذلك على أنه لا يخلو بها، ولا تكون هي عالمة بذلك، وأنه لا ينظر منها إلا ما جرت العادة بظهوره من جسمها، وأن هذه الرخصة تختص بمن غلب على ظنه إجابته إلى تزوجها، فإن لم يتيسر له النظر إليها؛ بعث إليها امرأة ثقة تتأملها ثم تصفها له، لما روي: «أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أم سليم تنظر امرأة» ([4]). رواه أحمد.
([1]) رواه أبو داود: في كتاب: (النكاح) (2082)، وأحمد (14626)، والحاكم (2696)، وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقي (13265).
([2]) رواه أحمد (18162)، والنسائي (5364)، والترمذي (1087)، وابن ماجه (1866)، وابن حبان (4043)، والحاكم (2697)، والبيهقي (13266) وغيرهم.
الصفحة 1 / 548
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد