باب في أحكام المواريث
· إن موضوع المواريث موضوع مهم
وجدير بالعناية، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلمه وتعليمه في أحاديث
كثيرة:
منها: قوله صلى الله
عليه وسلم: «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ، وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ فَإِنَّهُ نِصْفُ
الْعِلْمِ، وَهُوَ يُنْسَى وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ يُنْتَزَعُ مِنْ أُمَّتِي» ([1]) رواه ابن ماجه، وفي
رواية: «فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ وَتَظْهَرُ
الْفِتَنُ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الاِثْنَانِ فِي الْفَرِيضَةِ لاَ يَجِدَانِ مَنْ
يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا» رواه أحمد والترمذي والحاكم ([2]).
وقد وقع ما أخبر به
صلى الله عليه وسلم، فقد أهمل هذا العلم ونسي؛ فلا وجود لتعليمه في المساجد إلا
نادرًا، ولا في مدارس المسلمين إلا في بعض الجهات التعليمية على شكل ضعيف لا يفي
بالغرض ولا يضمن بقاء هذا العلم.
فيجب على المسلمين
أن يهبّوا لإحياء هذا العلم والحفاظ عليه في المساجد والمدارس والجامعات؛ فإنهم
بأمس الحاجة إليه، وسيسألون عنه.
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: «الْعِلْمُ ثَلاَثَةٌ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ» ([3]).
([1]) رواه ابن ماجه: في كتاب: (الفرائض) (2719)، والدارمي (221)، والبيهقي (11955).
الصفحة 1 / 548
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد