باب في ميراث الخُنْثَى
فالخنثى مأخوذ من
الانخناث، وهو اللين والتكسر والتثني، يقال: خنث فم السقاء: إذا كسره إلى خارج
وشرب منه. وهو في اصطلاح الفرضيين: شخص له آلة رجل وآلة أنثى، أو ليس له آلة
أصلاً.
والجهات التي يمكن
وجوده فيها: البنوة، والأخوة، والعمومة، والولاء، إذ كل واحد من المذكورين يمكن
كونه ذكرًا أو كونه أنثى. ولا يمكن أن يكون الخنثى المشكل أبًا ولا أمًا ولا جدًا
ولا جدة؛ إذ لو كان كذلك، لاتضح أمره فلم يبق مشكلاً، ولا يمكن كذلك أن يكون
الخنثى المشكل زوجًا ولا زوجة؛ لأنه لا يصح تزويجه ما دام مشكلاً.
وقد خلق الله بني
آدم ذكورًا وإناثًا؛ كما قال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن
نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ﴾ [النِّسَاء: 1]، وقال تعالى::﴿لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ
يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ﴾ [الشّورى: 49]، وقد
بين سبحانه حكم كل واحد منهما، ولم يبين حكم من هو ذكر وأنثى، فدل على أنه لا
يجتمع الوصفان في شخص واحد، وكيف يتأتى ذلك وبينهما مضادة؟! وقد جعل سبحانه وتعالى
للتمييز بينهما علامات مميزة، ومع ذلك قد يقع الاشتباه؛ بأن يوجد للشخص آلة ذكر
وآلة أنثى.
وقد أجمع العلماء
على أن الخنثى يورث بحسب ما يظهر فيه من علامات مميزة:
فمثلاً: إن بال من حيث يبول الرجل، ورث ميراث رجل، وإن بال من حيث تبول الأنثى؛ ورث ميراث أنثى؛ لأن دلالة البول على
الصفحة 1 / 548
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد