باب في آداب القاضي
· المراد بالآداب هنا الأخلاق التي
ينبغي له التخلق بها:
قال الإمام أحمد
رحمه الله: «حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحقد».
وقال الإمام ابن
القيم رحمه الله ([1]): «الحاكم محتاج إلى
ثلاثة أشياء لا يصح له الحكم إلا بها: معرفة الأدلة، والأسباب، والبينات؛ فالأدلة
تعرِّفُه الحكم الشرعي الكلي، والأسباب تعرفه ثبوته في هذا المحل المعين أو
انتفاءه عنه، والبينات تعرفه طريق الحكم عند التنازع، ومتى أخطأ في واحد من هذه
الثلاثة، أخطأ في الحكم» انتهى.
وينبغي للقاضي أن
يكون قويًا من غير عنف، لئلا يطمع فيه الظالم، وأن يكون لينًا من غير ضعف؛ لئلا
يهابه صاحب الحق.
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله ([2]): «إن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة، وينبغي للقاضي أن يكون حليمًا؛ لئلا يغضب من كلام الخصم، فيمنعه ذلك من الحكم؛ فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات، وينبغي له أن يكون ذا أناة -أي: تؤدة وتأن-، لئلا تؤدي عجلته إلى ما لا ينبغي، وأن يكون ذا فطنة؛ لئلا يخدعه بعض الخصم، وأن يكون عفيفًا -أي: كافًا نفسه عن الحرام-، وأن يكون بصيرًا بأحكام من قبله من القضاة، ويكون مجلسه في وسط البلد إذا يمكن؛ ليستوي أهل البلد في المضي
([1]) « بدائع الفوائد » (4/ 847).
الصفحة 1 / 548
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد