باب في التعصيب
التَّعْصِيب لغة: مصدر عصب يعصب
تعصيبًا فهو مُعَصِّب، مأخوذ من العَصْب؛ يعني: الشد والإحاطة والتقوية، ومنه العصائب،
وهي العمائم.
والعصبة في الفرائض «جمع
عاصب» لفظ يطلق على الواحد، فيقال: زيد عصبة، ويطلق على الجماعة، وعصبة الرجل
قرابته من جهة أبيه، سموا عصبة لأنهم عصبوا به؛ أي: أحاطوا به، وكل شيء استدار حول
شيء، فقد عصب به؛ فالأب طرف، والابن طرف، والأخ جانب، والعم جانب، وقيل: سموا بذلك
لتقوي بعضهم ببعض، من العصب، وهو الشد والمنع؛ فبعضهم يشد بعضا ويمنع من تطاول
الغير عليه.
والعاصب في اصطلاح
الفرضيين هو من يرث بلا تقدير، لأنه إذا انفرد؛ حاز جميع المال، وإذا كان مع صاحب فرض،
أخذ ما بقي بعد الفرض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلْحِقُوا
الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ» ([1]).
وتنقسم العصبة إلى
ثلاثة أقسام: عصبة بالنفس، و عصبة بالغير، و عصبة مع الغير:
القسم الأول: العصبة
بالنفس:
وهم المجمع على إرثهم من الرجال إلا الزوج والأخ من الأم، وهم أربعة عشر: الابن، وابن الابن وإن نزل، والأب، والجد من قبل
([1]) رواه البخاري: في كتاب: (الفرائض) باب: « ميراث الولد من أبيه وأمه » (6351)، ومسلم: في كتاب: (الفرائض) باب: « ألحقوا الفرائض بأهلها » (1615).
الصفحة 1 / 548
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد