باب في عشرة النساء
يراد بالعشرة لغة: الاجتماع
والمخالطة، فيقال لكل جماعة: عشرة ومعشر.
والمراد بها هنا: ما يكون بين
الزوجين من الألفة والانضمام؛ لأنه يلزم كلا من الزوجين معاشرة الآخر بالمعروف؛
فلا يماطله بحقه، ولا يتكره لبذله، ولا يتبعه أذى ومنة؛ لقوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ﴾ [النِّسَاء: 19]،
وقال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ﴾ [البَقَرَة: 228]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَِحَدٍ، لَأَمَرْتُ
الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» ([2])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا
لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» ([3]).
ويُسن لكل من الزوجين تحسين الخلق لصاحبه، والرفق به وتحمل أذاه، لقوله تعالى: ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا﴾ [النِّسَاء: 36]، إلى قوله: ﴿وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ﴾ [النِّسَاء: 36]، قيل: هو كل واحد من الزوجين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ» ([4]).
([1]) رواه الترمذي: في كتاب: (المناقب) (3895)، وابن ماجه (1977)، وابن حبان (4177)، والدارمي (2260)، والبيهقي في « شعب الإيمان » (8718)، والطبراني (853).
([2]) رواه الترمذي: في كتاب: (الرضاع) (1159)، والنسائي (9147)، وابن ماجه (1852)، والدارمي (1464)، وأحمد (19422)، والحاكم (7327)، والطبراني (6590).
الصفحة 1 / 548