باب في ديات الأعضاء والمنافع
أولاً: دية الأعضاء:
قال بعض العلماء: في
الآدمي خمسة وأربعون عضوًا، وهذه الأعضاء منها ما في الإنسان منه شيء واحد، ومنها
ما في الإنسان منه اثنان فأكثر:
فإذا تلف ما في
الإنسان منه شيء واحد كالأنف واللسان والذكر، ففيه دية تلك النفس التي قطع منها
على التفصيل السابق، سواء كان ذكرًا أو أنثى، حرًا أو عبدًا أو ذميًا أو غيره؛ لأن
في إتلاف هذا العضو الذي لم يخلق الله في الإنسان منه إلا شيئًا واحدًا إذهاب
منفعة الجنس؛ فهو كإذهاب النفس، فوجبت فيه دية النفس، وهذا محل وفاق، وفي حديث
عمرو بن حزم أنه صلى الله عليه وسلم قال: «وَفِي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وَفِي
الأَْنْفِ إِذَا أُوعِبَ جَدْعُهُ الدِّيَةُ، وَفِي اللِّسَانِ الدِّيَةُ»
رواه أحمد والنسائي واللفظ له، وصححه أحمد وابن حبان والحاكم والبيهقي ([1]).
وما في الإنسان منه
شيئان؛ كالعينين، والأذنين، والشفتين، واللحيين - وهما العظمان اللذان فيهما
الأسنان، وثديي المرأة وثُنْدُوَتَي الرجل واليدين والرجلين والأنثيين؛ في إتلاف
الاثنين مما ذكر الدية كاملة، وفي إتلاف أحدهما نصفها، لأن فيهما منفعة وجمالاً،
وليس في البدن غيرهما من جنسهما.
قال الموفق: «لا نعلم فيه مخالفًا».
([1]) رواه النسائي: في كتاب: (القسامة) (4853)، والدارمي (2364)، والحاكم (1447)، والبيهقي (7047).
الصفحة 1 / 548
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد