وما أكثر ما يجري
التساهل في هذه الأمور في وقتنا ! وما أكثر ما يحفر في الطريق ويسد وتوضع فيه
العراقيل ! وما أكثر الأضرار الناجمة عن تلك التصرفات دون حسيب أو رقيب، حتى إن
أحدهم ليستولي على الشارع، ويستعمله لأغراضه الخاصة، ويضايق المارة، ويضر بهم، ولا
يبالي بما يلحقه من الإثم من جراء ذلك.
ومن الأمور الموجبة
للضمان ما لو اقتنى كلبًا عقورًا فاعتدى على المارة وعقر أحدًا فإنه يضمنه؛ لتعديه
باقتناء هذا الكلب.
وإن حفر بئرًا في
فنائه لمصلحته؛ ضمن ما تلف بها؛ لأنه يلزمه أن يحفظها بما يمنع ضرر المارة، فإذا
تركها بدون ذلك؛ فهو متعد.
وإذا كان له بهائم؛
وجب عليه حفظها في الليل من إفساد زروع الناس، فإن تركها وأفسدت شيئًا، ضمنه؛ لأن
النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن على أهل الأموال حفظها بالنهار، وما أفسدت بالليل
مضمون عليهم، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ([1])؛ فلا يضمن صاحب
البهيمة ما أتلفت بالنهار؛ إلا إن أرسلها صاحبها بقرب ما تتلفه عادة.
قال الإمام البغوي رحمه الله ([2]): «ذهب أهل العلم إلى أن ما أفسدت الماشية المرسلة بالنهار من مال الغير فلا ضمان على ربها، وما أفسدته بالليل، ضمنه مالكها؛ لأن في العرف أن أصحاب الحوائط والبساتين يحفظونها بالنهار، وأصحاب المواشي يحفظونها بالليل، فمن خالف هذه العادة؛ كان خارجًا عن العرف، هذا إذا لم يكن مالك الدابة معها، فإن كان معها؛ فعليه ضمان ما أفسدته» انتهى.
([1]) رواه أحمد (23747)، وأبو داود (3569)، والنسائي (5784)، وابن ماجه (2332)، وابن حبان (6008)، والبيهقي (17460)، وعبد الرزاق (18437)، والطبراني في « الكبير » (5469).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد