والخلاصة أن كثرة
الصداق لا تكره إذا لم تبلغ حد المباهاة والإسراف، ولم تثقل كاهل الزوج؛ بحيث
تحوجه إلى الاستعانة بغيره عن طريق المسألة ونحوها، ولم تشغل ذمته بالدين، وهي
ضوابط قيمة تكفل المصلحة وتدفع المضرة.
ويتبين من خلال ما
سبق أن ما وصل إليه الناس في قضية المهور من المغالاة الباهظة التي لا يراعى فيها
جانب الزوج الفقير والتي أصبحت صعبة المرتقى في طريق الزواج؛ أن هذه المغالاة لا
شك في كراهتها أو تحريمها، خصوصًا وأنه يكون إلى جانبها تكاليف أخرى؛ من شراء
الأقمشة الغالية الثمن، والمصاغات الباهظة، والحفلات والولائم المشتملة على
الإسراف والتبذير وإهدار الأطعمة واللحوم في غير مصلحة تعود إلى الزوجين؛ لا شك أن
كل ذلك من الآصار والأغلال والتقاليد السيئة التي يجب محاربتها والقضاء عليها
وتنقية طريق الزواج من عراقيلها.
وفي حديث عائشة رضي
الله عنها مرفوعًا: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً»
رواه أحمد والبيهقي والحاكم وغيرهم ([1]).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أَلاَ لاَ تَغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مَكْرُمَةً وَفِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ عز وجل كَانَ أَوْلاَكُمْ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، مَا أَصْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، وَلاَ أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُغْلِي بِصَدُقَةِ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ
([1]) رواه أحمد (25162)، والحاكم (2732)، والنسائي في « الكبرى » (9274)، والبيهقي (14134)، وابن أبي شيبة (16384).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد