ومن أمر شخصًا
مكلفًا أن ينزل بئرًا أو يصعد شجرة ونحوها، ففعل، وهلك بسبب نزوله أو صعوده لم
يضمنه الآمر، لأنه لم يجن ولم يتعد عليه في ذلك.
فإن كان المأمور غير
مكلف؛ ضمنه الآمر؛ لأنه تسبب في إتلافه.
ولو استأجر شخصًا
لنزول البئر وصعود الشجرة، فمات بسبب ذلك؛ لم يضمنه المستأجر، لأنه لم يجن ولم
يتعد.
ومن دعا من يحفر له
بئرًا بداره، فمات بهدم لم يلقه عليه أحد فهو هدر؛ لعدم التعدي عليه.
ومن ذلك ندرك مدى
اهتمام الإسلام بحفظ الأرواح وحقن دماء الأبرياء.
لكن في وقتنا هذا
كثر التهاون بهذه المسئولية على أيدي أولئك الذين يتهورون في قيادة السيارات،
فيعرضون أرواحهم وأرواح غيرهم للهلاك، وكم هلك بسبب ذلك من الأرواح البريئة
المحرمة، فقد تذهب الجماعة بأسرها أو العائلة بأكملها على يد طائش متهور لا يقدر
المسئولية ولا ينظر في العواقب، وقد يكون السبب في ذلك آباء هؤلاء الأطفال
المتهورين، حين يشترون لهم السيارات الفارهة، ويسلمونها لهم، ليزهقوا بها الأرواح
البريئة، إنهم بذلك يسلمونهم سلاحًا فتاكًا يعبثون به ويحصدون به الأنفس ويروعون
به الآمنين. فيجب على هؤلاء أن يتقوا الله في أولادهم وفي أرواح المسلمين، ويجب
على ولاة الأمور وفقهم الله أن يأخذوا على يد الجميع بما يضمن سلامة الجميع
واستتباب الأمن؛ فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
***
الصفحة 4 / 548
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد