· وألفاظ
القذف تنقسم إلى قسمين:
ألفاظ صريحة لا تحتمل
غير القذف؛ فلا يقبل منه تفسيره لغير القذف.
وألفاظ كنايات تحتمل
القذف وغيره، فإذا فسرها بغير القذف، قبل منه.
فالألفاظ الصريحة،
مثل قوله: يا زان ! يا لوطي! يا عاهر! وكنايته مثل: يا قحبة! يا فاجرة! يا خبيثة!
فإذا قال القاذف: أردت بالقحبة أنها تتصنع للفجور، أو قال: أردت بالفاجرة أنها
مخالفة لزوجها فيما يجب طاعته فيه، وأردت بالخبيثة أنها خبيثة الطبع؛ قبل منه هذا
التفسير، ولم يجب عليه حده لأن لفظه يحتمل، والحدود تدرأ بالشبهات.
وإذا قذف جماعة لا
يتصور منهم الزنى أو قذف أهل بلد لم يحد؛ وإنما يعزر بذلك؛ لأنه مقطوع بكذبه، فلا
عار عليهم بذلك، وإنما يعزر لأجل تجنب هذه الألفاظ القبيحة والشتائم البذيئة، وذلك
معصية يجب تأديبه عليها، ولو لم يطالبه أحد منهم.
ومن قذف نبيا من
الأنبياء كفر؛ لأن ذلك ردة عن الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله ([1]): «وقذف نساء النبي صلى
الله عليه وسلم كقذفه؛ أي: كقذف النبي صلى الله عليه وسلم في الحكم بِرِدَّة
القاذف».
وقال الشيخ في القاذف إذا تاب قبل علم المقذوف؛ هل تصح توبته: «الأشبه أنه يختلف باختلاف الناس، وقال أكثر العلماء: إن علم
([1]) « الفتاوى الكبرى » (4/ 585).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد