وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ» ([1])، وهذا من
الضروريات؛ لأن بالناس حاجة إلى ذلك؛ لحماية البيضة، والذب عن الحوزة، وإقامة
الحدود، واستيفاء الحقوق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر...
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية ([2]) رحمه الله: «يجب أن
يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا
بها؛ فإن بني آدم لا تتم مصالحهم إلا باجتماع الجماعة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم
عند الاجتماع من رأس، وقد أوجبه الشارع في الاجتماع القليل العارض؛ تنبيهًا بذلك
على أنواع الاجتماع».
وقال رحمه الله ([3]): «من المعلوم أن
الناس لا يصلحون إلا بولاة، ولو تولى من الظلمة، فهو خير لهم من عدمهم؛ كما يقال:
سنة من إمامٍ جائرٍ خير من ليلةٍ بلا إمارة...»، انتهى.
فإذا خرج على الإمام
قوم لهم شوكة ومنعة بتأويل مشتبه يريدون خلعه أو مخالفته وشق عصا الطاعة وتفريق
الكلمة؛ فهم بغاة ظلمة؛ فيجب على الإمام أن يراسلهم فيسألهم عما ينقمون عليه، فإن
ذكروا مظلمة، أزالها، وإن ادعوا شبهة؛ كشفها؛ لقوله تعالى: ﴿فَأَصۡلِحُواْ
بَيۡنَهُمَاۖ﴾ [الحُجرَات: 9].
والإصلاح إنما يكون بذلك، فإن كان ما ينقمون منه مما لا يحل فعله، أزاله، وإن كان حلالاً، لكن التبس عليهم، فاعتقدوا أنه مخالف
([1]) رواه أبو داود (4607)، والترمذي (2671)، وابن ماجه (42)، والدارمي (96)، وأحمد (17184)، والحاكم (329)، والبيهقي (20125)، وابن حبان (5).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد