باب في أحكام
الأطعمة
لما كان الطعام
يتغذى به جسم الإنسان، وينعكس أثره على أخلاقه وسلوكه؛ فالأطعمة الطيبة يكون أثرها
طيبًا على الإنسان، والأطعمة الخبيثة بضد ذلك، ولذلك أمر الله العباد بالأكل من
الطيبات، ونهاهم عن الخبائث:
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا﴾ [البَقَرَة: 168].
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن
كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾ [البَقَرَة: 172].
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ﴾ [المؤمنون: 51].
وقال تعالى: ﴿قُلۡ مَنۡ
حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ﴾ [الأعرَاف: 32].
والأطعمة جمع طعام،
وهو ما يؤكل ويشرب.
والأصل فيها الحل،
لقوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي
خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا﴾ [البَقَرَة: 29]،
وغير ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي تدل على أن الأصل في الأطعمة الحل. إلا ما
استثني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([1]): «الأصل فيها الحل لمسلم عمل صالحًا، لأن الله تعالى إنما أحل الطيبات لمن يستعين بها على طاعته، لا على معصيته. لقوله تعالى: ﴿لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ﴾ [المَائدة: 93]، ولهذا لا يجوز أن يستعان بالمباح على
([1]) « مجموع الفتاوى » (22/ 135)، و « الفتاوى الكبرى » (4/ 617).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد