ثالثًا: لا بد من النداء
عليها وتعريفها حولاً كاملاً في الأسبوع الأول كل يوم ثم بعد ذلك ما جرت به
العادة، ويقول في التعريف مثلا: من ضاع له شيء ونحو ذلك، وتكون المناداة عليها في
مجامع الناس كالأسواق وعند أبواب المساجد في أوقات الصلوات، ولا ينادى عليها في
المساجد؛ لأن المساجد لم تبن لذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ
رَجُلاً يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لاَ رَدَّهَا اللَّهُ
عَلَيْكَ» ([1]).
رابعًا: إذا جاء طالبها،
فوصفها بما يطابق وصفها؛ وجب دفعها إليه بلا بينة ولا يمين؛ لأمره صلى الله عليه
وسلم بذلك، ولقيام صفتها مقام البينة واليمين، بل ربما يكون وصفه لها أظهر وأصدق
من البينة واليمين، ويدفع معها نماءها المتصل والمنفصل، أما إذا لم يقدر على
وصفها، فإنها لا تدفع إليه؛ لأنها أمانة في يده، فلم يجز دفعها إلى من لم يثبت أنه
صاحبها.
خامسًا: إذا لم يأت صاحبها بعد تعريفها حولاً كاملاً؛ تكون ملكًا لواجدها، ولكن يجب عليه قبل التصرف فيها ضبط صفاتها؛ بحيث لو جاء صاحبها في أي وقت، ووصفها؛ ردها عليه إن كانت موجودة، أو رد بدلها إن لم تكن موجودة؛ لأن ملكه لها مراعى يزول بمجيء صاحبها.
([1]) رواه مسلم: في كتاب: (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: « النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد » (568).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد