×
الملخص الفقهي الجزء الثاني

ثم بعد الجدات اللاتي من قبل الأم تنتقل الحضانة إلى أبي الطفل؛ لأنه أصل النسب، وأقرب من غيره، وأكمل شفقة؛ فقدم على غيره.

ثم بعد سقوط حق الأب من الحضانة تنتقل إلى أمهات الأب -أي: الجدات من قبل الأب القربى فالقربى-؛ لأنهن يدلين بعصبة قريبة، وقُدِّمْنَ على الجد، لأن الأنوثة مع التساوي توجب الرجحان؛ كما قدمت الأم على الأب.

ثم بعد سقوط حق الجدات من قبل الأب في الحضانة تنتقل إلى الجد من قبل الأب، الأقرب فالأقرب؛ لأنه في معنى أبي المحضون، فينزل منزلته.

ثم بعد الجد تنتقل الحضانة إلى أمهات الجد القربى فالقربى؛ لأنهن يدلين بالجد، ولما فيهن من وصف الولادة؛ فالمحضون بعض منهن.

ثم بعد أمهات الجد تنتقل الحضانة إلى أخوات المحضون؛ لأنهن يدلين بأبويه أو بأحدهما، فتقدم الأخت لأبوين لقوة قرابتها ولتقدمها في الميراث، ثم الأخت لأم؛ لأنها تدلي بالأمومة، والأم مقدمة على الأب، ثم الأخت لأب، وقيل: الأولى تقديم الأخت لأب على الأخت لأم؛ لأن الولاية للأب، وهي أقوى في الميراث، لأنها أقيمت فيه مقام الأخت لأبوين عند عدمها، وهذا وجيه.

ثم بعد الأخوات تنتقل الحضانة إلى الخالات؛ لأن الخالات يدلين بالأم، ولما في «الصحيحين»؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُْمِّ» ([1])، وتقدم خالة لأبوين، ثم خالة لأم، ثم خالة لأب؛ كالأخوات.


الشرح

([1])  رواه البخاري: في كتاب: (الصلح)، باب: « كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان وفلان بن فلان وإن لم ينسبه إلى قبيلته » (2552).