فإن اختل شرط من هذه
الشروط؛ وجب إقامة حد القذف عليهم؛ لأنهم قذفة، والله تعالى يقول: ﴿وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ
ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ﴾ [النُّور: 4].
وثبوت الزنى بالبينة
المذكورة أو الإقرار متفق عليه بين العلماء، وقد اختلفوا هل يثبت بأمر ثالث، وهو
الحَبَل، كما لو حملت امرأة لا زوج لها ولا سيد: فقال بعضهم: لا يثبت بذلك حد؛
لأنه يحتمل أنه من وطء إكراه أو شبهة. وقال بعضهم: بل تحد بذلك إن لم تدع شبهة.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية ([1]): «وهذا هو المأثور
عن الخلفاء الراشدين؛ وهو الأشبه بالأصول الشرعية، ومذهب أهل المدينة؛ فإن
الاحتمالات الباردة لا يلتفت إليها».
وقال ابن القيم ([2]): «وحكم عمر برجم
الحامل بلا زوج ولا سيد وهو مذهب مالك، وأصح الروايتين عن أحمد، اعتمادًا على
القرينة الظاهرة».
وكما يجب الحد
بالزنى إذا توفرت شروط إقامته، كذلك يجب الحد باللواط وهو فعل الفاحشة في الدبر،
وهو جريمة خبيثة، وشذوذ قبيح مخالف للفطرة السليمة.
قال الله تعالى في قوم لوط: ﴿وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٠ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ ٨١﴾ [ [الأعرَاف: 80-81]، وتحريمه معلوم بالكتاب والسنة والإجماع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد