وقد وصف الله
اللوطية بأنهم يمارسون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد في العالمين؛ فهم شذاذ في
العالم، ووصفهم بأنهم عادون ومسرفون ومجرمون، وأحل بهم عقوبة لم ينزلها بغيرهم،
لقبح جريمتهم؛ حيث خسف بهم الأرض، وأمطر عليهم حجارة من سجيل.
وقد لعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الفاعل والمفعول به.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله ([1]): «الصحيح الذي عليه
الصحابة أنه يقتل الاثنان: الأعلى والأسفل، إن كانا محصنين أو غير محصنين». قال: «ولم
يختلف الصحابة في قتله، وبعضهم يرى أنه يرفع على أعلى جدار في القرية،، ويتبع
بالحجارة».
وقال الموفق ([2]): «ولأنه -أي: قتل
اللوطي- إجماع الصحابة؛ فإنهم أجمعوا على قتله، وإنما اختلفوا في صفته».
وقال ابن رجب: «الصحيح قتله، سواء كان محصنًا أو غير محصن؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٍ﴾ [الحِجر: 74]، وعن أحمد: «حده الرجم، بكرًا كان أو ثيبًا»، وهو قول مالك وغيره، وأحد قولي الشافعي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ» رواه أبو داود، وفي رواية: «فَارْجُمُوا الأَعْلَى وَالأَسْفَل» ([3]).
([1]) « السياسة الشرعية » (88).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد