هذه نماذج من نواقض
الإسلام، وهي أكثر مما ذكر بكثير؛ فعليك أن تتعلمها وتعرفها؛ لتحذر منها وتتجنبها؛
فإن من لا يعرف الشرك؛ يوشك أن يقع فيه وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يوشك أن
تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية».
وإني أنصحك أن تقرأ
كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم» لشيخ الإسلام ابن تيمية،
وكتاب «المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية» للشيخ
محمد بن عبد الوهاب، وشرحها للعلامة العراقي محمود شكري الألوسي رحمه الله.
فمن ارتد عن دين الإسلام؛
فإنه يجب أن يُستتاب ويمهل ثلاثة أيام، فإن تاب، وإلا قتل؛ لقول عمر رضي الله عنه
لما بلغه أن رجلاً كفر بعد إسلامه فضربت عنقه قبل استتابته، فقال: «فهلا حبستموه
ثلاثًا، فأطعمتموه كل يوم رغيفًا، واستتبتموه لعله يتوب أو يراجع أمر الله، اللهم
إني لم أحضر ولم أرض إذ بلغني» رواه مالك في «الموطأ» ([1])؛ ولأن الردة لا
تكون إلا لشبهة، ولا تزول في الحال؛ فوجب أن ينتظر مدة يرتئي فيها، وأما الدليل
على وجوب قتله إذا لم يتب؛ فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ
دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» رواه البخاري وأبو داود ([2]).
والذي يتولى قتله هو
الإمام أو نائبه؛ لأنه قتل لحق الله، فكان إلى ولي الأمر.
والحكمة في وجوب قتل
المرتد: أنه لما عرف الحق وتركه؛ صار مفسدًا في الأرض، لا يصلح للبقاء؛ لأنه عضو
فاسد، يضر المجتمع، ويسيء إلى الدين.
وتحصل توبة المرتد بإتيانه بالشهادتين؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، وَصَلَّوْا صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا،
([1]) رواه مالك (1414)، والشافعي في « مسنده » (1/321)، والبيهقي (16664).