×
الملخص الفقهي الجزء الثاني

·        وقد اختلف العلماء في حكم قبول توبة من سب الله تعالى أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم:

فقال بعضهم: لا تقبل توبته في أحكام الدنيا كترك قتله وتوريثه والتوريث منه، وإنما يقتل على كل حال؛ لعظم ذنبه وفساد عقيدته واستخفافه بالله تعالى.

والقول الثاني: أنه تقبل توبته؛ لقوله تعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ [الأنفَال: 38].

وكذلك اختلف العلماء في قبول توبة من تكررت ردته:

فقال بعضهم: إنها لا تقبل في الدنيا؛ فلا بد من تنفيذ حكم المرتد فيه، ولو تاب، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا [النِّسَاء: 137].

وقيل: تقبل توبته؛ لقوله تعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ [الأنفَال: 38]؛ فالآية عامة، تتناول بعمومها من تكررت ردته.

كما اختلفوا في قبول توبة الزنديق وهو المنافق. الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر:

فقيل: لا تقبل توبته؛ لأنه لا يبين منه ما يظهر رجوعه إلى الإسلام، والله تعالى يقول: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ [البَقَرَة: 160]، فإذا أظهر التوبة، لم يزد على ما كان قبلها، وهو إظهار الإسلام وإخفاء الكفر..

وقيل: تقبل توبة الزنديق؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ


الشرح