وكما يعتبر أداء
الفرائض يعتبر اجتناب المحارم؛ بأن لا يأتي كبيرة، ولا يدمن على صغيرة.
وقد نهى الله عن
قبول شهادة القاذف، وقيس عليه كل مرتكب لكبيرة، والكبيرة ما فيه حد في الدنيا أو
وعيد في الآخرة؛ كأكل الربا، وشهادة الزور، والزنا، والسرقة، وشرب المسكر... وغير
ذلك؛ فلا تقبل شهادة الفاسق.
والثاني: استعمال المروءة
-أي: الإنسانية-، وهو فعل ما يجمله ويزينه، كالسخاء، وحسن الخلق، وحسن المجاورة،
واجتناب ما يدنسه ويشينه عادة من الأمور الدنيئة المزرية به؛ كالمغني، والمتمسخر،
وهو الذي يأتي بما يضحك الناس من قول أو فعل.
قال الشيخ ([1]): «وتحرم محاكاة
الناس للضحك، ويعزر هو ومن يأمره بها؛ لأنه أذى».
أقول: وهذا يتناول
التمثيليات اليوم، وقد أصبح الغناء في هذا الزمان من الفنون التي يُشجع أهلها
ويُشاد بها؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومتى زالت هذه
الموانع من الشخص، فبلغ الصبي، وعقل المجنون، وأسلم الكافر، وتاب الفاسق؛ قبلت
شهاداتهم؛ لعدم المانع من قبولها وتوفر الشروط، والله أعلم..
ولا تقبل شهادة عمودي النسب وهم الآباء وإن علوا، والأولاد وإن سفلوا بعضهم لبعض؛ فلا تقبل شهادة الأب لابنه، ولا شهادة الابن لأبيه، للتهمة في ذلك؛ بسبب قوة القرابة بينهما.
([1]) « الفتاوى الكبرى » (0 4/ 642).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد