فصل
كفَّارته:
عِتقُ رَقَبة، فإنْ لم يَجِد صام شَهرَيْن مُتَتابِعَيْن، فإنْ لم يَستَطِع أَطعَم
سِتِّين مِسكينًا. ولا تلزَم الرَّقَبَة إلاَّ لمَن مَلَكها أو أَمكَنَه ذَلِكَ،
بثَمَنِ مِثلِها فاضِلاً عن كِفايَتِه دائمًا، وكِفايَة مَن يَمُونه، وعمَّا
يَحتاجُه من مَسكنٍ، وخادِمٍ، ومَركُوب، وعَرَض بِذْلَة، وثيابِ تجمُّل، ومالٍ
يقوم كَسْبُه بمَئُونَتِه، وكُتُب عِلمٍ، ووَفاءِ دَيْن.
****
«فصلٌ»
فِي بيان أَحكامِ كفَّارة الظِّهار وغيرها ممَّا هو فِي معناها، وما يُجزِئ فيها
وما لا يُجزِئ.
والكفَّارة مأخُوذَة من
قَولِهم: كَفَرْت الشيءَ إذا غَطَّيته وسَتَرْته، فكأنَّها تكفِّر الذُّنوبَ، أي:
تَستُرُها ([1]).
«كفَّارَتُه» أي: كفَّارة الظِّهار عَلَى
التَّرتِيب:
«عِتْقُ رَقَبة. فإنْ لم يَجِد صام شَهرَيْن
مُتَتابِعَيْن. فإن لم يَستَطِع أَطعَم سِتِّين مِسكينًا» فتَجِب الكَفَّارة
عَلَى هَذَا التَّرتِيب؛ لقَولِه تَعالَى: {وَٱلَّذِينَ
يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ
رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ ذَٰلِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ
بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ٣فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ
شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ
سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ
ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٤} [المجادلة: 3- 4].
«ولا تَلزَم الرَّقبَة» أي: لا يَلزَم إِعتاقُ الرَّقبَة فِي الكفَّارة.
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد