×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

بابُ ما يُوجِبُ القِصاصَ فِيما دُونَ النَّفْسِ

****

مَن أُقِيدَ بِأَحَدٍ في النَّفْسِ أُقِيدَ بهِ فِي الطَّرَفِ والجِراحِ، ومَنْ لاَ؛ فَلاَ. ولا يجِبُ إلاَّ بِما يُوجِبُ القَودَ فِي النَّفسِ، وهو نَوعانِ: أحَدُهما في الطَّرَفِ، فتُؤْخَذُ العينُ والأنفُ والأذنُ والسِّنُّ والجَفْنُ والشَّفَةُ واليَدُ والرَّجلُ والأُصبُع والكَفُّ والمِرْفَقُ والذَّكَرُ والخِصيَةُ والإِلْيَةُ والشُّفْرُ؛ كُلُّ واحدٍ مِن ذلك بمِثْلِه.

****

 «بابُ ما يُوجِبُ القِصاصَ فيما دُونَ النَّفْسِ» أيْ: مِنَ الأطرافِ والجِراحِ.

«مَنْ أُقِيدَ بِأَحَدٍ فِي النَّفْسِ»؛ لِتَوفُّرِ الشُّروطِ السَّابقةِ، وهي: عِصمَةُ المَجْنِي عليه، وتَكلِيفُ الجانِي، ومُكافأةُ المَجنِي عليه للجانِي، وعدَمُ كَوْنِ المَجنِي عليه ولدًا للجانِي.

«أُقِيدَ بِهِ في الطَّرَفِ والجِراحِ»؛ لقولِه تعالى: {وَكَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَيۡنَ بِٱلۡعَيۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصٞۚ} [المائدة: 45] ؛ ولأنَّ النَّفسَ أعْلَى؛ فإذا أُقِيدَ فِي الأعلَى أُقِيدَ بالأدْنَى بطريقِ الأَولَى.

«وَمَنْ لاَ؛ فَلا» أيْ: مَن لا يُقادُ منه لأحَدٍ في النَّفسِ، كالمُسلمِ بالكافرِ، والحرِّ بالعبدِ، والأبِ بولدِه، لا يُقادُ له مِنه في الأطرافِ والجِراحِ؛ لعدَمِ توفُّرِ شُروطِ القِصاصِ.


الشرح