×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

بابُ حدِّ القَذْفِ

****

إذا قَذفَ المُكلَّفُ مُحصَنًا جُلِدَ ثَمانينَ جَلدةً إن كانَ حُرًّا. وإن كانَ عبْدًا أربعينَ. والمُعتَقُ بعْضُه بحِسابِه. وقَذْفُ غيرِ المُحصنِ يُوجِبُ التَّعزيرَ، وهوَ حقٌّ للمَقذوفِ.

****

«بابُ حدِّ القَذفِ» القَذفُ في الُّلغةِ مَعناهُ: الرَّمْيُ بقُوَّةٍ ([1])، وفي الاصطلاحِ: هو الرَّميُ بزِنَى أو لِواطٍ ([2])، وهو مُحرَّمٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ والإجماعِ ([3])، قالَ تَعالى: {وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ} [النور: 4]، الآية، وقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» ([4]). وعدَّ منها القذْفَ، وأجمَعَ المسلمونَ على تَحريمِه وعَدُّوه منَ الكبائرِ.

«إذا قذَفَ المُكلَّفُ» وهو البالغُ العاقلُ.

«مُحصَنًا جُلدَ ثمانينَ جَلدةً إن كانَ حُرًّا» أي إن كان القاذِفُ حُرًّا لقوْلِه تَعالى: {وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ} [النور: 4].

«وإن كانَ عبْدًا أربعينَ» أي وإن كانَ القاذِفُ عبْدًا مُعتَقًا بعْضُه جُلدَ كما تقدَّمَ في الزِّنا أنَّه على النِّصفِ منَ الحُرِّ.


الشرح

([1])انظر: «الصحاح» (4/ 1414).

([2])انظر: «منتهى الإرادات» (5/ 129).

([3])انظر: «المغني» (12/ 383).

([4])أخرجه: البخاري رقم (2766)، ومسلم رقم (89).