فَصْلٌ
وفي كُلِّ حاسَّةٍ دِيَةٌ كامِلَةٌ، وهي: السَّمعُ، والبَصرُ،
والشَّمُّ، والذَّوْقُ. وكذا في الكلامِ والعَقْلِ ومَنفعَةِ المَشْيِ والأكلِ
والنِّكاحِ. وعدَمِ استِمْساكِ البَوْلِ والغائِطِ. وفي كُلِّ واحدةٍ من الشُّعورِ
الأربعةِ الدِّيَةُ، وهيَ: شَعرُ الرَّأسِ، واللِّحْيةِ، والحاجِبَيْنِ، وأهدابِ
العَينَيْنِ فإنْ عادَ فنَبتَ؛ سقَطَ مُوجِبُهُ. وفي عينِ الأعْورِ الدِّيَةُ
كامِلةً. وإن قلَعَ الأعْوَرُ عيْنَ الصَّحيحِ المُماثِلَةَ لعَيْنِه الصَّحِيحةِ
عَمْدًا؛ فعليهِ دِيَةٌ كامِلَةٌ ولا قِصاص.
وفي قطعِ
يَدِ الأَقْطَعِ نِصفُ الدِّيَةِ، كغَيرِهِ.
****
«فَصْلٌ»
في بيانِ دِيَةِ المَنافِعِ، لمَّا فَرَغَ مِن بَيانِ دِيَةِ الأعضاءِ. والمنافعِ،
كالحواسِّ الخَمْسِ والسَّمْعِ والبصَرِ، وكلامٍ ومشيٍ ونكاحٍ.
«وفي كُلِّ حاسَّةٍ دِيَةٌ كامِلَةٌ» الحاسَّةُ: هي
القُوَّةُ الحَسَّاسةُ.
«وهي» أَيْ: الحواسُّ.
«السَّمعُ، والبَصرُ، والشَّمُّ، والذَّوقُ»؛ لحديثِ: «وَفِي السَّمْعِ الدِّيَةُ» وقالَ المُوفَّقُ: لا نعْرِفُ في هذا خِلافًا ([1])، أي: في وُجوبِ الدِّيَةِ في السَّمْعِ. ولقضاء عُمرَ رضي الله عنه في رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلاً فذهبَ سمْعُه وبصَرُه ونِكاحُه وعقْلُه بأرْبَعِ دِياتٍ والرَّجلُ حَيٌّ.
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد