×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

«وَكَذا في الكلامِ والعقْلِ» أي: تجِبُ الدِّيَةُ كامِلةً في ذَهابِ منفعَةِ الكلامِ ومَنفعَةِ العقلِ، إذا جَنَى عليهِ فخَرِسَ أو ذهَبَ عقْلُه.

«ومَنْفَعَةِ المَشْيِ والأَكْلِ والنِّكاحِ» أي: تَجِبُ كامِلَةً في ذَهابِ مَنفعَةِ الأكْلِ؛ لأنَّها منفعةٌ مَقصُودَةٌ. وتجِبُ في ذَهابِ مَنفعةِ النِّكاحِ، كأنْ كُسِرَ صُلبُه، فذهَبَ نِكاحُهُ؛ لأنَّهُ مَنفعةٌ مَقصُودَةٌ.

«وعَدَمِ استِمساكِ البَوْلِ والغائِطِ» أي: تَجِبُ دِيَةٌ كامِلَةٌ في ذَهابِ مَنفعَةِ استمساكِ البَوْلِ أو ذهابِ مَنفعةِ الغائطِ، كأنْ ضربَ مثانَتَهُ فلم يَستمْسِكْ البَوْلَ، أو ضرَبَ بَطْنَهُ فلَم يَستَمْسِكِ الغائِطَ.

«وَفِي كُلِّ واحِدَةٍ مِنَ الشُّعُورِ الأرْبعةِ الدِّيَةُ، وهي: شَعْرُ الرَّأسِ، واللِّحْيةِ، والحاجِبَيْنِ، وأهدابِ العينَيْنِ» أي: تَجِبُ فِي كُلِّ واحدَةٍ مِن هذِه الشُّعُورِ دِيَةٌ كامِلَةٌ إذا ذهبَتْ بِسبَبِ الجِنايَةِ على صِفَةٍ لا تَعودُ، ورُوِيَ ذلك عَن عليٍّ وزيدِ بنِ ثابت رضي الله عنهما: في الشَّعْرِ الدِّيَةُ. ولأنَّهُ أذْهَبَ الجمالَ على الكمالِ.

«فإنْ عادَ فنبَتَ؛ سقَطَ مُوجِبُهُ» أي: إذا عادَ الذَّاهِبُ مِن تلك الشُّعورِ، فنبَتَ سقطَ ما يَجِبُ به مِنَ الدِّيةِ لزوالِ المُوجِبِ.

«وَفِي عَيْنِ الأعْوَرِ الدِّيَةُ كامِلَةً» أيْ: إذا جَنَى عليْها؛ لأنَّ قَلْعَ عَيْنِ الأعورِ يتضَمَّنُ إِذهابَ البَصرِ كُلِّهِ؛ لأنَّهُ يَحصُلُ بعَيْنِ الأعْورِ ما يحصُل بالعينَيْنِ.

«وإنْ قَلَعَ الأعْوَرُ عَيْنَ الصَّحيحِ» أي: صحيحُ العينَيْنِ.


الشرح