×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

بَابُ آدَابِ القَاضِي

****

يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قَويًّا مِنْ غَيرِ عُنْفٍ. لَيِّنًا مِنْ غَيْرِ ضَعْفٍ. حَلِيمًا ذَا أَنَاةٍ وَفِطْنَةٍ. وَلْيَكُنْ مَجْلِسُهُ فِي وَسَطِ البَلَدِ فَسِيحًا. وَيَعْدِلُ بَينَ الخَصْمَينِ فِي لَحْظِهِ وَلَفْظِهِ وَمَجْلِسِهِ وَدُخُولِهِمَا عَلَيْهِ. وَيَنْبَغِي أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسَهُ فُقَهَاءُ المَذَاهِبِ وَيُشَاوِرُهُمْ فِيمَا يُشْكَلُ عَلَيهِ. ويَحْرُمُ القَضَاءُ وَهُوَ غَضْبَانٌ كَثِيرًا، أَوْ حَاقِنٌ، أَوْ فِي شِدَّةِ جُوعٍ، أَوْ عَطَشٍ، أَوْ هَمٍّ، أَوْ مَلَلٍ، أَوْ كَسَلٍ، أَوْ نُعَاسٍ، أَوْ بَرْدٍ مُؤْلِمٍ، أَوْ حَرٍّ مُزْعِجٍ. وَإِنْ خَالَفَ فَأصَابَ الحَقَّ نَفَذَ.

****

  «بَابُ آَدَابِ القَاضِي» أي الأخلاقُ التي ينبغي له التَّخلُّق بها.

والمقصودُ من هذا البابِ بيانُ ما يجِبُ على القاضِي أو يُسَنُّ له. وما يحرُم عليه أو يُكرَه.

«يَنْبَغِي» أي: يُسَنُّ له.

«أَنْ يَكُونَ قَويًّا مِنْ غَيرِ عُنْفٍ». لئلاَّ يطمعَ فيه الظَّالم. والعنفُ ضدُّ الرِّفق.

«لَيِّنًا مِنْ غَيْرِ ضَعْفٍ». لئلاَّ يهابَه صاحبُ الحقِّ لشِدَّة عُنفِه.

«حَلِيمًا». لئلاَّ يغضبَ من كلامِ الخُصُوم، فيمنعُه ذلك من الحُكمِ بينهما.

«ذَا أَنَاةٍ» أي: تُؤَدَة وتَأَنٍّ؛ لئلاَّ تؤدِّي عَجَلتُه إلى ما لا يَنبغي.

«وَفِطْنَةٍ» أي: ويكونُ ذا فِطنةٍ لئلاَّ يخدعَه بعضُ الخُصُوم.


الشرح