×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

بابُ حدِّ المُسكرِ

****

كلُّ شَرابٍ أسْكَرَ كَثيرُهُ فقَلِيلُه حَرامٌ. وهوَ خَمرٌ منْ أيِّ شَيءٍ كانَ. ولا يُباحُ شُربُه للذَّةٍ، ولا لِتداوٍ، ولا عَطَشٍ ولا غَيرِه. إلاّ لدَفْعِ لُقْمَةٍ غُصَّ بها ولم يَحضُرْه غيرُه. وإذا شَرِبَهُ المُسلمُ مُختارًا عالِمًا أنَّ كثيرَه يُسْكِرُ فعَلَيْه الحدُّ ثَمانونَ جَلْدةً معَ الحُرِّيَّةِ وأربعونَ معَ الرِّقِّ.

****

  «بابُ حدِّ المُسكرِ» أي حدِّ مُتناوُلِ المُسكرِ، والمُسكرُ: هوَ الَّذي يَنشأُ عنهُ السُّكْرُ. وهو اخْتلاطُ العَقلِ ([1]).

«كُلِّ شَرَابٍ أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» لقوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» ([2]).

«هُو خَمْرٌ من أيِّ شيءٍ كانَ» أي سواءٌ كانَ من عَصيرِ العِنبِ أو مِن غيرِه لقوْلِه صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ» ([3]).

«ولا يُباحُ شُربُه لِلذَّةٍ» أي شُربُ ما أسْكَرَ كَثيرُه.

«ولا لِتداوٍ» لقوْلِه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ» ([4]).


الشرح

([1])انظر: «الدر النقي» (3/ 759).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3681)، والترمذي رقم (1865)، والنسائي رقم (5607)، وابن ماجه رقم (3394).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2003).

([4])أخرجه: مسلم رقم (1984).