بابُ حدِّ قُطَّاعِ الطَّريقِ
****
وهُم الَّذينَ يَعرِضُونَ للنَّاسِ بالسِّلاحِ في الصَّحراءِ أو
الْبُنيانِ فيَغصِبونَهم المالَ مُجاهَرَةً لا سَرقةً. فمَن مِنهم قَتَلَ
مُكافِئًا أو غيرَهُ كالوَالِدِ والعَبْدِ والذِّمِّيِّ، وأخَذَ المالَ قَتَلَ
ثمَّ صُلِبَ حتَّى يَشتَهِرَ وإن قَتَلَ ولم يَأخُذِ المالَ قُتِلَ حَتْمًا ولمْ
يُصْلَبْ. وإنْ جَنَوْا بما يُوجِبُ قَوَدًا في الطَّرَفِ تَحتَّمَ اسْتِيفاؤُه وإنْ
أَخَذَ كلَّ واحِدٍ مِن المالِ قدْرَ ما يُقطَعُ بأخْذِه السَّارِقُ ولم
يَقْتُلُوا، قُطِعَ مِن كلِّ واحدٍ يَدُه اليُمْنى ورِجْلُه اليُسْرى في مقامٍ
واحِدٍ وحُسِمَتا ثمَّ خُلِّيَ. فإنْ لمْ يُصيبُوا نَفْسًا ولا مالاً يَبلُغُ
نِصابَ السَّرَقةِ نُفُوا بأنْ يُشَرَّدُوا فلا يُتْرَكُون يَأوُونَ إلى بَلَدٍ.
****
«بابُ حدِّ قُطَّاعِ الطَّريقِ» ويُسمُّونَ
بالمَحارِبِينَ، لقوْلِه تَعالى: {إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ
يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا}
[المائدة: 33].
«وهمُ الَّذينَ يَعرِضُون للنَّاسِ بالسِّلاحِ
في الصَّحراءِ أو البُنيانِ فيَغصِبونَهم المالَ مُجاهَرةً لا سَرقَةً» هذا تَعريفُهم،
ويُؤخَذُ منه أنَّهم يُشتَرَطُ فيهم ثلاثةُ شُروطٍ:
الأول: أنْ يكونَ معَهم
سِلاحٌ.
الثَّاني: أن يأخُذوا المالَ
مُجاهرَةً.
الثَّالث: أن يكونَ ذلكَ في
الصَّحراءِ، فإنْ كانُوا في البَلَدِ فعَلَى قوْلَيْنِ، قيلَ: إنَّهم يُعتَبرُونَ
مُحارِبِينَ وهُوَ الَّذي مَشَى علَيه المُصنِّفُ. وقيلَ: لا.
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد