بَابُ الدَّعَاوَى وَالبَيِّنَاتِ
****
المُدَّعِي مَنْ إِذَا سَكَتَ تُرِكَ. وَالمُدَّعَى عَلَيهِ مَنْ إِذَا
سَكَتَ لَمْ يُتْرَكْ. وَلاَ تَصِحُّ الدَّعْوَى وَالإِنْكَارُ إِلَّا مِنْ
جَائِزِ التَّصَرُّفِ. وَإِذَا تَدَاعَيَا عَيْنًا بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَهِيَ لَهُ
مَعَ يَمِينِهِ. إِلاَّ أَنْ تَكُونَ لَهُ بَيِّنَةٌ فَلاَ يَحْلِفُ. وَإِنْ
أَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ بَيِّنَةً أَنَّهَا لَهُ قُضِيَ لِلخَارِجِ بِبَيِّنَتِهِ
وَلَغَتْ بَيِّنَةُ الدَّاخِلِ.
****
«بَابُ الدَّعَاوَى
وَالبَيِّنَاتِ». الدَّعَاوى: جمْعُ دَعوى، وَهِي لغَةً:
الطَّلب ([1]). قال تعالى: {وَلَهُم
مَّا يَدَّعُونَ} [يس: 57]، أي: يطلبون.
واصطلاحًا: إِضَافة الإِنسَان إلى
نَفسِه اسْتحْقَاق شَيءٍ فِي يد غَيره أو ذمَّته ([2]).
والبَيِّنات: جَمع بَيِّنة، وهي:
العَلامة الوَاضحَةُ التِي يثبت بها حقُّهُ مِن شهود أو يمين أو غير ذلك ([3]).
«المُدَّعِي مَنْ إِذَا سَكَتَ تُرِكَ». هَذا تعريف المدعي: بأنَّه مَن إذا سكت عَن الدَّعوى تُرك، فهو المُطالِب، بكسر اللام. وقيل هو: من يلتَمِس بِقوله أخذ شيء من يَدِ غَيره، وإثبات حق له في ذمَّته.
([1])انظر: «المعجم الوسيط» (ص: 287).
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد