بَاب طَرِيقُ الحُكْمِ وَصِفَتُهُ
****
إِذَا حَضَر إِلَيْهِ خَصْمَانِ قَالَ: أَيُّكُمَا المُدَّعِي. فَإِنْ
سَكَتَ حَتَّى يَبْدَأَ جَازَ. فَمَنْ سَبَقَ بِالدَّعْوَى قَدَّمَهُ. فَإِنْ
أَقَرَّ لَهُ؛ حُكِمَ لَهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ أَنْكَرَ قَالَ لِلمُدَّعِي: إِنْ
كَانَ لَكَ بَيِّنَةٌ فَأَحْضِرْهَا إِنْ شِئْتَ. فَإِنْ أَحْضَرَهَا سَمِعَهَا
وَحُكِمَ بِهَا، وَلاَ يُحْكَمُ بِعِلْمِهِ. وَإِنْ قَالَ المُدَّعِي: مَا لِي
بَيِّنَةٌ. أَعْلَمَهُ الحَاكِمُ أَنَّ لَهُ اليَمِينُ عَلَى خَصْمِهِ عَلَى صِفَةِ
جَوَابِهِ. فَإِنْ سَأَلَ إِحْلاَفَهُ أَحْلَفَهُ وَخَلَّى سَبِيلَهُ. وَلاَ
يُعْتَدُّ بِيَمِينِهِ قَبْلِ مَسْأَلَةِ المُدَّعِي. وَإِنْ نَكَلَ قَضَى
عَلَيْهِ. فَيَقُولُ: إِنْ حَلَفْتَ وَإِلاَّ قَضَيْتُ عَلَيْكَ. فَإِنْ لَمْ
يَحْلِفْ قَضَى عَلَيْهِ. وَإِنْ حَلَفَ المُنْكِرُ ثُمَّ أَحْضَرَ المُدَّعِي
بَيِّنَةً حُكِمَ بِهَا، وَلَمْ تَكُنِ اليَمِينُ مُزِيلَةً لِلحَقِّ.
****
«بَابُ طَرِيقِ الحُكْمِ وَصِفَتِهِ». طريق كلِّ شيءٍ مَا
يتوصل بهِ إلَيهِ، والحُكم: فصل الخصُوماتِ، وطَريق الحُكم: السَّببُ المُوصلُ إليهِ،
وصفةُ الحُكم: كيفِيتُهُ ([1]).
«إِذَا حَضَرَ إِلَيْهِ خَصْمَانِ» أي: إذا حَضر إلى
القَاضي خَصمَان، فإنَّه يُسنُّ أنْ يجلسَهُما بين يَديهِ.
«قَال: أيُّكُما المُدَّعي». لأنَّ سُؤاله عن المدَّعي منهُما لا تخْصِيص فيهِ لِواحدٍ مِنهُما.
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد