×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

«فَإِنْ سَكَتَ حَتَّى يَبْدَأ جَازَ» أي: فَإنْ تركَ القَاضي البَداءَة بالكَلام للخَصمَين جَاز لَهُ ذَلك.

«فَمَنَ سَبَقَ بِالدَّعْوَى قَدَّمَهُ» أي: قَدمه الحَاكمُ عَلى خصمه لتَرجُّحِه بالسَّبق.

«فَإِنْ أَقَرَّ لَهُ» أي: أَقرَّ المُدَّعى عَليه للمدَّعي بمَا ادَّعاه.

«حَكَمَ لَهُ عَلَيهِ» أي: حكَم القَاضي للمدَّعي على المدَّعى عليه بما أقرَّ به.

«وَإِنْ أَنْكَرَ قَالَ لِلمُدَّعِي: إِنْ كَانَ لَكَ بَيِّنَةٌ فَأَحْضِرْهَا إِنْ شِئْتَ» أي: إن أَنْكر المُدَّعى عليه ما ادُّعي بهِ عَليهِ، طَلب القاضي من المُدَّعي إحضار البينَةِ التِي تثبت دعواه.

«فَإِنْ أَحْضَرَهَا سَمِعَهَا» أي: سمعها القاضي.

«وَحَكَمَ بِهَا» أي: بما تَشْهد به.

«وَلاَ يَحْكُمُ بِعِلْمِهِ» أي: لا يحكُم القَاضِي بِعلمِه؛ لأنَّ ذلِكَ يُفضِي إلى تُهمَتِه وحكمِهِ بمَا يَشتَهي.

«وَإِنْ قَالَ المُدَّعِي: مَا لِي بَيِّنَةٌ. أَعْلَمَهُ الحَاكِمُ أَنَّ لَهُ اليَمِينُ عَلَى خَصْمِهِ». لِمَا روي أنَّ رجلينِ اخْتَصَما إلى رسُول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حَضرميٌّ وكَنديٌّ. فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا غَلَبَنِي عَلَى أَرْضٍ لِي، فَقَالَ الْكِنْدِيُّ: هِيَ أَرْضِي وَفِي يَدِي، لَيْسَ لَهُ فِيهَا حَقٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَضْرَمِيِّ: «أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟» قَالَ: لاَ. قَالَ: «فَلَكَ يَمِينُهُ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (139).