فصل
فمَن ارْتدَّ عنِ الإسلامِ وهوَ مُكلَّفٌ مُختارٌ، رَجلٌ أو امرأةٌ،
دُعِيَ إليه ثَلاثةَ أيَّامٍ، وضُيِّقَ عليهِ، فإنْ لم يُسْلِمْ قُتِلَ بالسَّيفِ.
ولا تُقبَلُ تَوبةُ مَن سبَّ اللهَ أو رَسولَه ولا مَن تكَرَّرَتْ رِدَّتُه بل
يُقتَلُ بكلِّ حالٍ. وتوبَةُ المُرتدِّ وكلِّ كافِرٍ إسلامُه، بأن يَشهَدَ أن لا
إلَه إلاّ اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، ومَن كان كُفْرُه بجَحْدِ فَرضٍ
ونَحوِه فتوبَتُه معَ الشَّهادتيْنِ إقرارُه بالمَجحودِ به أو قوْلِه: أنا بريءٌ
من كلِّ دِينٍ يُخالِفُ الإسلامِ.
****
«فصلٌ» في استِتابَةِ المُرتدِّ، ومَن لا
يُستتابُ، وصِفةُ التَّوبةِ.
«فمَنِ ارتَدَّ عنِ الإسلامِ وهوَ مُكلَّفٌ» يَخرجُ بذلكَ غيرُ
المُكلَّفِ كالصَّغيرِ والمَجنونِ فلا تَقعُ منهُ الرِّدَّةُ.
«مُختارٌ» يَخرجُ بذلكَ المُكرَهُ لقوْلِه
تَعالى: {إِلَّا
مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ} [النحل: 106].
«رَجلٌ أو امرأةٌ» لعُمومِ قوْلِه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ
دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ([1])
«دُعِيَ إليهِ ثلاثةَ أيَّامٍ» أي إلى الإسلامِ
واستُتِيبَ.
«وضُيِّقَ عَليه» أي: يُضيَّقُ عليهِ مدَّةَ الاستِتابَةِ لقوْلِ عُمرَ رضي الله عنه: فهلاَّ حَبستُمُوه فأَطْعَمتُمُوه كلَّ يوْمٍ رَغيفًا واستَتَبْتُمُوه لعلَّه يَتوبُ أو يُراجِعُ أمْرَ اللهِ.
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد