بابُ قتالِ أهلِ البَغْي
****
إذا خرَجَ قوْمٌ لهمْ شَوكَةٌ ومنَعَةٌ على الإمامِ بتَأوِيلٍ سائِغٍ؛
فهُم بُغاةٌ. وعليهِ أن يُراسِلَهم فيَسأَلَهُم ما يَنقِمون منهُ. فإنْ ذَكَروا
مَظلمَةً أزالَها. وإنِ ادَّعَوْا شُبهةً كَشَفَها. فإنْ فاءُوا وإلاَّ قاتَلَهُم
وإنِ اقْتتَلَتْ طائِفتانِ لِعَصبيَّةٍ أو رِياسَةٍ فهُما ظَالمَتانِ. وتَضمَّنَ
كلُّ واحِدَةٍ ما أتْلَفَتْ على الأُخْرى.
****
«بابُ قِتالِ أهْلِ
البَغْي» أي أهْلِ الجَورِ والظُّلمِ والعُدولِ عنِ الحقِّ.
«إذا خرَجَ قَومٌ لهم شَوكةٌ ومَنعَهٌ على
الإمامِ بتأوِيلٍ سائِغٍ؛ فهم بُغاةٌ» أي فالبغاةُ: مَنِ اجْتمَعَ
فيهم ثلاثُ صِفاتٍ.
الأُولى: أنْ يكونُوا كَثرَةً.
الثَّانية: أن يكونَ لهم شَوكةٌ
ومَنعَةٌ، أي بأسٌ ونِكايةٌ وعَددٌ وعدةٌ.
الثَّالثة: أن يكونَ لهم تَأويلٌ
سائغٌ.
فإنِ اخْتلَّتْ صِفةٌ من
هذهِ الصِّفاتِ فهم قُطاعُ طَريقٍ، والمُرادُ بالتَّأويلِ السَّائغِ هنا الشُّبهةُ
الَّتي يَحْتجُّونَ بها، ويَظُنُّونها تُسوِّغُ لهمُ الخُروجَ على الإمامِ، وهي
ليست كذلكَ.
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد