·
فائدة:
ونَصبُ الإمامِ فَرضُ
كِفايةٍ؛ لأنَّ بالنَّاسِ حاجَةً إلى ذلك لحِمايةِ بِلادِ الإسلامِ وإقامَةِ
الحُدودِ واستيفاءِ الحُقوقِ، والأمْرِ بالمَعروفِ والنَّهْي عنِ المُنكَرِ،
فنَصبُ الإمامِ من أعظَمِ واجباتِ الدِّينِ، فلا قِيامَ للدِّينِ ولا للدُّنيا
إلاَّ به؛ فإنَّ بني آدمَ لا تَتِمُّ مَصالِحُهم إلاَّ باجتماعِ الجماعَةِ، ولا
بدَّ لهم عندَ الاجتماعِ منَ الرَّأسِ يَنقادُونَ له ويُطيعُونه في غيرِ مَعصيَةٍ،
وتَحرُمُ مَعصيَتُه والخروجُ عليه ولو جارَ وظَلَمَ، ما لم يَرتَكِبْ كُفرًا
بَواحًا.
«وعليه أنْ يُراسِلَهم فَيسألَهم ما يَنقِمُون
منهُ»
أي: يجِبُ على الإمامِ أنْ يَتَّخِذَ مع البُغاةِ الإجراءاتِ الَّتي تَحسِمُ
شَرَّهم، وتَدفَعُ خَطَرَهم عنِ المُسلمينَ. فلا يَجوزُ له قِتالُهم حتَّى يَبعَثَ
إليهم مَن يَسأَلُهم ويَكشِفُ لهم الصَّوابَ الَّذي الْتبَسَ عليهم، إلاَّ أنْ
يَخافَ مُبادَرَتَهم وعدمَ إصغائِهم وتَفاهُمِهم معه فحِينَئِذٍ يُبادِرُهم
بالقِتالِ.
«فإنْ ذَكَروا مَظلمَةً أزالَها» لأنَّ إزالَةَ
المَظلمَةِ وَسيلَةٌ إلى الصُّلحِ المَأمورِ به.
«وإنِ ادَّعَوْا شُبهَةً كَشَفَها» أي أدْلَوْا بِشُبهَةٍ
يَظنُّونَها حُجَّةً لهمْ وهي ليستْ كذلكَ، بيَّنَ لهم وَجْهَ الصَّوابِ
ليَرجِعُوا إليه إلاَّ أن يَخافَ شرَّهُم.
«فإنْ فاءُوا» أي رَجعوا عنِ البَغْي وطَلبِ القتالِ؛ تَرَكَهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد