×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

بابُ استيفاءِ القِصاصِ

****

·       يُشترَطُ له ثلاثَةُ شُروطٍ:

أحدها: كَوْنُ مُستحِقِّهِ مُكلَّفًا. فإنْ كانَ صَبِيًّا أو مَجنُونًا لم يَسْتَوْفِ، وحُبِسَ الجانِي إلَى البُلوغِ والإفاقةِ.

الثَّاني: اتفاقُ الأولياءِ المُشتركِينَ فِيهِ علَى استيفائِهِ، وليسَ لبَعضِهم أنْ ينفَرِدَ به، وإنْ كانَ مَنْ بَقِيَ غائبًا أو صَغِيرًا أو مَجنُونًا انتُظِرَ القُدُومُ والبُلُوغُ والعَقْلُ.

الثَّالِثُ: أن يُؤْمَنَ في الاستيفاءِ أنْ يتعَدَّى الجانِي. فإذا وجبَ على حامِلٍ أو حائِلٍ، فحَمَلَتْ، لَمْ تُقْتَلْ؛ حتَّى تضَعَ الوَلَدَ، وتَسْقِيَهُ اللِّبَأَ. ثُمَّ إنْ وُجدَ مَنْ يُرضِعُه، وإلاَّ تُركِتْ؛ حتَّى تَفْطِمَهُ، ولا يُقتَصُّ مِنها في الطَّرَفِ؛ حتَّى تَضَعَ. والحَّدُّ في ذلكَ كالقِصاصِ.

****

 «بابُ استيفاءِ القِصاصِ» أي: بَيانُ شُروطِ استيفاءِ القِصاصِ، والقِصاصُ: فِعْلُ مَجْنِيٍّ عليهِ أو فِعْلُ وَلِيِّهِ بِجانٍ مثلَ فعلِهِ أو شِبْهِهِ ([1]).

وحِكْمَتُه: التَّشَفِّي وذَهابُ الغَيْظِ الذي لا يحصُلُ إلاَّ بالقِصاصِ، فالقِصاصُ شُرِعَ زَجْرًا عَنِ العُدوانِ؛ ولأجلِ إذاقةِ الجانِي ما أذاقَهُ المَجْنِيَّ عليهِ وتجريعُه ما جَرَّعَهُ، وفيهِ طُهْرَةٌ للجانِي، وحياةٌ للنَّوع ِالإنسانيِّ، وعَدْلُ بينَ القاتِلِ والمَقتُولِ.


الشرح

([1])انظر: «الإقناع» (4/ 113).