باب القسامة
****
وهيَ أَيمانٌ مُكرَّرةٌ في دَعْوى قَتْلِ مَعصومٍ. ومِن شَرْطِها
الَّلوْثُ: وهيَ العَداوةُ الظَّاهرةُ كالقَبائلِ الَّتي يَطلُبُ بَعْضُها بعْضًا
بالثَّأْرِ. فمَنِ ادُّعِي عَلَيه القَتلُ من غيرِ لَوْثٍ، حَلَفَ يَمِينًا
واحِدةً وبَرِئَ. ويَبدَأُ بأَيمانِ الرِّجالِ مِن وَرثةِ الدَّمِ فيَحلِفونَ
خَمسينَ يَمينًا. فإن نَكَلَ الوَرثةُ أو كانوا نِساءً حَلَفَ المُدَّعَى عليهِ
خَمسينَ يَمينًا وَبَرِئَ.
****
«بابُ القَسامَةِ»
وهيَ لُغةٌ: اسمُ مَصدرٍ مِن أقْسَمَ بمعْنَى حَلِفَ ([1]).
«وهيَ أَيمانٌ مُكرَّرةٌ في دَعْوى قَتْلِ
مَعصومٍ»
هذا تَعْرِيفُها شَرْعًا ([2])، وقوْلُه: «مَعصومٌ»
يخرُجُ به غيرُ مَعصومِ الدَّمِ كالمُرتدِّ، ودَليلُها ما رَوى مُسلمٌ وأحمَدُ
أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أقرَّ القَسامةَ على ما كانَتْ عليهِ في
الجاهِلِيَّةِ.
وقَضى بها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ ناس من الأنصار في قَتيلٍ ادَّعُوه على اليهودِ. ففِي «الصَّحيحَيْنِ» عن سهْلِ بنِ أبي حَثمةَ: أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَهْلٍ ومُحَيْصَةَ بنَ مَسعُودٍ خَرَجَا إلى خَيْبَرَ، فأَتَى مُحَيصَةُ إلى عَبدِ اللهِ بنِ سهْلٍ وهُوَ يَتَشَحَّطُ في دَمِه فأَتَى يهودَ فقالَ: أَنتُم قَتَلْتُمُوهُ، فقالُوا: لاَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ»
([1])انظر: «لسان العرب» (12/ 481).
الصفحة 1 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد