«وإلاّ
قاتلهم» أي وإن لم يَرجِعوا بعدَ البَيانِ قاتَلَهم وُجوبًا، وعلى رَعيَّتِه
مَعونَتُه عليهِم، والدَّليلُ على اتِّخاذِ هاتَيْنِ الخُطوتَيْنِ مع البُغاةِ
قوْلُه تَعالى: {وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ
فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ}
[الحجرات: 9] ولقوْلِه صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ
وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ
فَاقْتُلُوهُ» ([1]).
«وإنِ اقْتتَلَتْ طائِفتانِ لِعصَبيَّةٍ» العَصَبيَّةُ: شِدَّةُ
الارتباطِ بالقَبيلَةِ أو الجَماعةِ، والمُبالغَةُ في مُناصَرَتِهم.
«أو رياسَةٍ» أي طَلبِ رِياسَةٍ.
«فهُما ظَالمتانِ» لأنَّ كلَّ واحِدَةٍ منهُما
باغِيةٌ على الأخْرَى.
«وتَضمَنُ كلَّ واحدَةٍ ما أتْلَفَتْ على
الأُخْرَى»
منَ الأَنفُسِ والأموالِ؛ لأنَّه إتْلافٌ بغَيرِ مُسوِّغٍ.
***
([1])أخرجه: مسلم رقم (1852).
الصفحة 3 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد