كتاب اللِّعان
****
يُشتَرَط
فِي صِحَّته أن يَكُون بين زَوجَيْن. ومَن عَرَف العربِيَّة لم يصح لِعانُه
بغَيرِها. وإنْ جَهِلَها فبِلُغَتِه. فإذا قَذَف امرَأَتَه بالزِّنا فله إِسقاطُ
الحَدِّ باللِّعان. فيَقُول قَبْلَها أَرْبَعَ مرَّاتٍ: أَشهَدُ بالله لقد زَنَتْ
زَوجَتِي هَذِه ويُشِير إِلَيها. ومع غَيبَتِها يُسَمِّيها ويَنسُبُها. وفِي
الخَامِسَة: وأنَّ لَعنَة الله عَلَيه إنْ كان من الكَاذِبِين. ثمَّ تَقُول هي
أَرْبَع مَرَّات: أَشهَد بالله لقد كَذَب فيما رَمانِي به من الزِّنا. ثمَّ تَقُول
فِي الخَامِسَة: وأنَّ غَضَب الله عَلَيها إنْ كان من الصَّادِقِين. فإنْ بَدَأت
باللِّعان قَبْلَه، أو نَقَص أحَدُهُما شيئًا من الأَلفاظِ الخَمسَة، أو لم
يَحضُرْهُما حاكِمٌ أو نائِبُه، أو أَبْدَل لَفْظَةَ: «أَشهَد» بـ«أُقسِم» أو:
«أَحلِف» أو لَفْظَة اللَّعنة بالإِبعادِ، أو الغَضَب بالسُّخْط؛ لم يصح.
****
«كتاب اللِّعان»
أي: بيانُ كَيفِيَّة اللِّعان وما يَتَرتَّب عَلَيه من أحكامٍ، وبيانُ ما يَلحَق
من النَّسَب.
واللِّعان لُغَة: مشتقٌّ من «اللَّعنِ»؛
لأنَّ كُلَّ واحِدٍ من الزَّوجَيْن يلعن نَفسَه فِي الخامِسَة إن كان كاذبًا. واللَّعن:
الطَّردُ والإِبعادُ ([1]).
وتَعرِيفُه اصطِلاحًا: شَهاداتٌ مؤكَّداتٌ بأَيمانٍ من الجانِبَين مَقرونَةٌ بلَعنٍ وغَضَب ([2]).
([1])انظر: «الصحاح» (6/2196).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد