«أَربَعَ
مرَّاتٍ: أَشهَد بالله لقد زَنَت زَوجَتِي هَذِه ويُشِير إِلَيها» أي: إلى زَوجَتِه إن
كانت حاضِرَة، ويَكفِي ذَلِكَ عن تَسمِيَتِها وبَيان نَسَبها.
«ومَع غَيبَتِها يُسَمِّيها ويَنسُبُها» بما تتميَّز به عن
غَيرِها حتَّى تَنتَفِي المُشارَكة بَينَها وبَينَ غَيرِها.
«وفِي الخَامِسَة» أي: يَزِيد فِي المَرَّة الخامِسَة
من الشَّهادَات. واختِيرَ اللَّعنُ فِي حقِّه؛ لأنَّه قولٌ وهو الَّذي بَدَأ به.
«وأنَّ لَعْنَة الله عَلَيه إنْ كان مِن
الكاذِبِين» أي: إنْ كان كاذبًا عَلَيها فيما رماها به من الزِّنا.
«ثُمَّ تَقُول هي أَرْبَع مرِّاتٍ: أَشهَدُ
بالله لَقَد كَذَب فيما رَمانِي به من الزِّنا» وذَلِك أنَّه لا شَاهِد له إلاَّ
نَفسُه، فمُكِّنَت المَرأةُ من أن تُعارِض أَيمانَه بمِثْلِها لتَدْرَأ الحَدَّ عن
نَفسِها.
«ثم تَقُول فِي الخَامِسَة: وأنَّ غَضَب الله
عَلَيها إنْ كان من الصَّادِقِين» أي فيما رماها به من الزِّنا، وخَصَّها بالغَضَب
لأنَّ المَغضُوب عَلَيه هو الذي يَعرِف الحَقَّ ويَحِيد عنه.
«فإن بَدَأت باللِّعان قَبْلَه، أو نَقَص
أَحَدُهُما شَيئًا من الأَلفاظِ الخَمسَة أو لم يَحضُرْهُما حاكِمٌ أو نائِبُه، أو
أَبدَل لَفْظَة: «أَشهَدُ» بـ«أُقسِمُ» أو: «أَحلِف» أو لفظة اللعنة بالإبعاد،
أو الغضب بالسخط؛ لم يَصِحَّ» هَذِه مُحتَرَزات الشُّروطِ السَّبعَة، فمَن خَالَف
هَذِه الشُّروطَ لم يَصِحَّ لِعانُه؛ لأنَّها شُروطٌ مُستَنبَطَة من الآياتِ
الكَرِيمة فوَجَب أن يُتَقيَّد بِهَا، والله أعلم.
***
الصفحة 5 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد