كتاب النَّفَقات
****
يَلزَم
الزَّوجَ نَفَقةُ زَوجَتِه؛ قوتًا، وكِسْوَةً، وسُكناهَا بما يَصلُح لمِثلِها.
ويَعتبِر الحاكِمُ ذَلِكَ بحَالِهِما عندَ التَّنازُع، فيَفرِض للمُوسِرة تحت
المُوسِر قدر كِفايَتِها من أَرفَع خُبْزِ البَلَد وأُدْمِه، ولحمًا عادَةُ
المُوسِرِين بمَحَلِّهِما، وما يَلبَس مِثلُها من حَريرٍ وغَيرِه، وللنَّومِ فراشٌ
ولِحافٌ وإِزارٌ ومِخَدَّة، وللجُلوسِ حَصِيرٌ جيِّدٌ وزِلِّيٌّ. وللفَقِيرة تَحتَ
الفَقِير من أَدنَى خُبزِ البَلَد وأُدْم يُلائِمُه. وما يَلبَسُ مِثلُها ويَجلِس
عَلَيه، وللمُتَوسِّطَة مع المُتوسِّط، والغَنيَّة مع الفَقِير وعَكسِها ما بين
ذَلِكَ عُرفًا. وعَلَيه مَئُونة نَظافَة زَوجَتِه دُون خَادِمِها، لا دواءٍ
وأُجرَة طَبيبٍ.
****
«كتابُ النَّفَقات» جَمْع نَفَقة، وهي: كِفايَة مَن
يَمُونه خُبزًا، وأُدْمًا، وكِسْوةً، ومَسْكَنًا، وتَوابِعَها، وجُمِعت لتعدُّدِ
مستَحَقِّيها كالزَّوجاتِ والأَقارِب والمَمالِيكِ، فمُوجِبُها نِكاحِ أو قَرابَة
أو مِلْك، وقد بَدَأ المُصَنِّف بالأوَّل.
«يَلزَم الزَّوجَ نَفَقةُ زَوجَتِه قوتًا» أي: خُبزًا وأُدْمًا.
«وكِسوَةً، وسُكناها بما يَصلُح لِمِثْلِها» لقَولِه تَعالَى: {لِيُنفِقۡ
ذُو سَعَةٖ مِّن سَعَتِهِۦۖ} [الطلاق: 7].
ولقَولِه صلى الله عليه وسلم: «وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ، وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ». رواه أبو داود ([1]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد