وفي كتابِ عمروِ بنِ حزم: «وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ»
([1])، مجموع هذه
الأحاديث أفادَ بَيانَ أُصُولِ الدِّيَةِ.
«هَذِهِ أُصُولُ الدِّيَةِ» أَيْ: هذه الأنواعُ
الخَمسةُ المذكورةُ هي أُصولُ الدِّيَةِ دُونَ غيرِها.
«فَأَيُّها أَحْضَرَ مَنْ تَلْزَمُهُ لَزِمَ
الوَلِيَّ قَبُولُهُ» أَيْ: الأنواعِ الخمسةِ المَذكُورة أحْضَرَ مَن تَلْزَمُه
الدِّيَةُ لَزِمَ وَلِيَّ المَجنِي عليهِ قَبُولُه سَواءٌ أكانَ وَلِيُّ الجِنايةِ
مِن أهلِ ذلِكَ النَّوعِ أمْ لا؛ لأنَّهُ أتَى بالأصْلِ الواجبِ عليهِ،
فالخِيَرَةُ إليهِ لا إِلَى وَلِيِّ الجنايَةِ.
وعنِ الإمامِ أحمدَ
رِوايةٌ ثانِيَةٌ: أنَّ الأصلَ هُوَ الإبِلُ فقطْ، وهُوَ مذْهَبُ جُمهورِ
العُلماءِ ([2])، وغيرُ الإبل
بدل عنها، وهو يختلفُ باختلافِ غَلاءِ الإبلِ ورُخْصِها.
«فَفِي قتْلِ العمْدِ وشِبْهِه: خمْسٌ وعِشرونَ بِنْتَ مَخاضٍ، وخمسٌ وعشرونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وخمسٌ وعِشرونَ حِقَّةً، وخمسٌ وعِشرونَ جَذَعَةً» الدِّيَةُ تارةً مُغلَّظةً وتارةً مُخفَّفةً، فَتُغلَّظُ دِيَةُ القَتلِ العَمْدِ ودِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ بأنْ تُجعَلَ أرْبعَةَ أنواعٍ مِنَ الإبلِ علَى النَّحوِ الَّذِي ذَكَرَ المُؤَلِّفُ؛ لِما رَوى الزُّهرِيُّ عنِ السَّائبِ بن يزيدَ، قالَ: كانتِ الدِّيَةُ علَى عهدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أرْباعًا: خمسًا وعشرين جَذَعَةً، وخمسًا وعشرين حِقَّةً، وخمسًا وعشرين بِنْتَ لَبُونٍ وخمسًا وعشرين بِنْتَ مَخاضٍ ([3]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4542)، والنسائي رقم (4853)، وابن حبان رقم (6559).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد