«ثُمَّ
البازِلَة الدَّامِيَة الدَّامِعَة: وهي التي يَسيلُ منها الدَّمُ» أي: والثَّانِية التي
تليها «البازِلَة»
سُمِّيتْ بذلك مِن البَزْلِ، وهو السَّيَلانُ بقِلَّةٍ؛ ولذلكَ سُمِّيتْ أيضًا
بالدَّامِعَة تشبيهًا لها بخُروجِ الدَّمعِ من العَيْنِ.
«ثُمَّ الباضِعَة: وهي التي تَبْضَعُ اللَّحْمَ» أي: تَشُقُّهُ بعدَ
شَقِّ الجِلدِ، ومنهُ سُمِّي البُضْع أَيْ: الشَّقُّ بالمِبْضَعِ.
«ثُمَّ المُتلاحِمَة: وهي الغائِصَةُ في
اللَّحمِ»؛
ولذلِكَ سُمِّيت بالمُتلاحِمَة اشتقاقًا من اللَّحْمِ.
«ثُمَّ السِّمْحاقُ: وهي ما بينَها وبينَ
العَظْمِ قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ» وهذِه القِشرَةُ تُسمَّى السِّمْحاقُ، فَسُمِّيَتِ الشَّجَّةُ
الواصِلَةُ إليها باسمِها، فهذِه الشَّجَّةُ تستكمِلُ اللَّحْمَ، وتنتهِي إلى تلك
القِشرةِ.
«فهَذِهِ الخَمْسُ لا مُقَدَّرَ فيها بَلْ
حُكُومَةً»؛
لأنَّهُ لا تَوقِيفَ فيها في الشَّرْعِ؛ فكانت كَجِراحاتِ بقيَّةِ البدنِ التي لا
مُقَدَّرَ فيها. والحكومةُ سيأتي بيانُها في آخِرِ البابِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد